السحر
بسم الله الرحمن الرحيم،
السحر،
تف تف تف، الشر بره و بعيد،
سامحوه، أصله ميعرفش،
تجد الناس - على إختلاف مستوياتهم - يؤمنون بالسحر، و بقدرته المضمونة على التأثير فى الناس؛ تجد الناس تخشى الحديث عن الجان و العفاريت - خصوصا ليلاً -، و يعتقدون فى المس الشيطانى و سلطة الجان - بضم السين و ليس فتحها - و العالم السفلى و السحر الأسود و كأنه هناك سحر أبيض!!.
----------
----------
هنا يجدر تكرار عدم إنكارى للسحر من أساسه، لآنه ذكر فى القرآن؛
أنا أنكر فقط قدرته على التأثير فى مقادير الناس أو أذيتهم، فى العصر الحالى على الأقل.
---------
معنى السحر:
لفظا، هى تعنى" الفترة بين الفجر و بزوغ الشمس، أى فترة بين بين، ولا يدل ما نراه على الواقع الفعلى"
أى: عدم موافقة الحقيقة الواقعة لما نراه بأعيننا،
أى نوع من الخداع البصرى،،،
و تعنى فى بعض المواضع "الكذب".
يا إما تعنى فعل خارق لا يصدر عن إنسى إلا بقدرات خارقة للطبيعة.
--------------------------
و قد ذكر بكل تلك المعانى فى القرآن الكريم:
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم:
{ وَلَوْ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَظَلُّوا فِيهِ يَعْرُجُونَ (14) لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ (15) } (سورة الحجر)
{ إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلا وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإنْجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنْفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الأكْمَهَ وَالأبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَى بِإِذْنِي وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَنْكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ إِنْ هَذَا إِلا سِحْرٌ مُبِينٌ (110) وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قَالُوا آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ (111) } (سورة المائدة)
{ وَلَوْ نزلْنَا عَلَيْكَ كِتَابًا فِي قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلا سِحْرٌ مُبِينٌ (7)} (سورة الأنعام)
{ قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ نَحْنُ الْمُلْقِينَ (115) قَالَ أَلْقُوا فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ (116) } (سورة الأعراف)
{قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى (66)} (سورة طه)
{فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ آيَاتُنَا مُبْصِرَةً قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ (13)} (سورة النمل)
{ فَلَمَّا جَاءَهُمْ مُوسَى بِآيَاتِنَا بَيِّنَاتٍ قَالُوا مَا هَذَا إِلا سِحْرٌ مُفْتَرًى وَمَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي آبَائِنَا الأوَّلِينَ (36) } (سورة القصص)
{ فَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا لَوْلا أُوتِيَ مِثْلَ مَا أُوتِيَ مُوسَى أَوَلَمْ يَكْفُرُوا بِمَا أُوتِيَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ قَالُوا سِحْرَانِ تَظَاهَرَا وَقَالُوا إِنَّا بِكُلٍّ كَافِرُونَ (48)} (سورة القصص)
صدق الله العظيم
كل تلك الأمثلة - ولله المثل الأعلى - تعنى فيه كلمة "سحر" بمعنى : كذب و إفتراء أو خداع بصرى.
********************************
لكن فى آية سورة البقرة:
{وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآَخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (102)}
إنتقل وصف السحر من الكذب، إلى مرحلة أخرى. وهو إرتباطه بالشياطين، بل و بالكفر أيضا. لكن دعونا نلاحظ قول الله تعالى : "يعلمون الناس السحر"، ثم عطفها ب"واو" العطف على "ما أنزل على الملكين ببابل هاروت و ماروت"؛ أى أنه هناك شئ يسمى "سحر" و شئ آخر أنزل على الملكين، و إن كان سحرا، فإنه شئ آخر مختلف - على ما أظن -، فمثلا: حضر أحمد و علاء، هنا واو العطف قد فرقت بين شخصين، و إن كانوا متفقين فى الكينونة البشرية فإنها لا تدل على إتفاقهما فى الصفات، إذ لربما كان أحمد طويلا و علاء قصيرا، و كان أحمد أبيض اللون و كان علاء قمحى اللون، وهكذا...
------
حتى أنه يتضح لى أن الملكين هما من علما الناس من العلم الذى يعلمانه، بنص القرآن {وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ } و كما قال الله تعالى {فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ }، أى أن علم تفريق الأزواج كان من علم الملكين، و ليس من علوم السحر الشيطانى الذى دلل على كفر الشياطين فى أول الآية - إذا إتفقنا على أنهما نوعين مختلفين من السحر كما تقدم -.
و قد كرر الله تعالى الآيات فى القرآن الكريم، التى قد دللت على أن لا شئ فى الكون يحدث دونما إرادة الله و مشيئته جل و على.{وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ}، حتى لا ينتفى مبدأ تكافؤ الفرص المفترض وجوده بين العباد،
و أن الله تعالى يخبرنا أنه لن يستطيع أن إنسان أن يسخر الجان و يتعلم السحر كى يفرق بين الأزواج إلا بإذن الله تعالى،
و بغياب ما يدعو الله تعالى إلى الموافقة و السماح لآحد الناس أن يخل بمبدأ تكافؤ الفرص المفروض من الله فى الدنيا، لذلك فإن الله تعالى لن يسمح لأحد أن يفرق بين زوجين بأى نوع من أنواع السحر قديما أو حديثا،
حتى لا يحمل الناس ما لا يطيقون و لا يفهمون؛ و يحميهم من اللجوء إلى الخزعبلات و النصابين.
فإن ذكر تلك الآية {وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ} بعد آية {فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ }، فى وجهة نظرى جائت لطمئنة الناس أن الله تعالى قد حمى الناس من ذلك السحر المؤذى، لإقتران الإيذاء بمشيئة الله، و أن الله تعالى لا تقرن مشيئته بشئ مؤذى.
------------------------------------
و فى تفسير بن كثير:
وقوله تعالى: { وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلا بِإِذْنِ اللَّهِ } قال سفيان الثوري: إلا بقضاء الله. وقال محمد بن إسحاق إلا بتخلية الله بينه وبين ما أراد. وقال الحسن البصري: { وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلا بِإِذْنِ اللَّهِ } قال: نَعَم، من شاء الله سلطهم عليه، ومن لم يشأ الله لم يسلط، ولا يستطيعون ضر أحد إلا بإذن الله، كما قال الله تعالى، وفي رواية عن الحسن أنه قال: لا يضر هذا السحر إلا من دخل فيه. (إنتهى)
------------------------------------
أى أن هذا السحر لن يضر إلا المتعاملين به، و على ما أظن أن هذا هو تفسير الآية التالية {وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ}، من الممكن أن تعنى أن هذا السحر لن يضر إلا المتعلمين له و المتعاملين به، و لن يستطيعوا إيذاء أى من الناس به.
-------------------------------------
عندما يصف الناس المرسلين بالسحرة، و يتهمونهم بالسحر، فإنها تعنى إتهام الناس للمرسلين بالكذب، وليس بالقدرة على تغيير إرادة الناس و واقع حياتهم بالسحر؛ و إلا كان لهؤلاء - المرسلين - القدرة على تغيير واقع الناس و إرادتهم و إجبارهم على الإتباع و الإيمان.
*********************************************************************************
هناك إرتباط بين "الإرادة" و "التكليف" و "الثواب و العقاب"، أى أن من أعطى له الله تعالى حق الإرادة، سيكلفه الله تعالى ببعض الأعمال، ثم سيحاسبه عليها،، و إذا أخذنا الملائكة كمثال، فإنهم لا يملكون الإرادة، لذلك فهم لم يكلفوا من الله شيئا، و بالتالى لن يخضعوا للثواب و العقاب يوم القيامة، على عكس البشر.
و عند غياب الإرادة، يسقط التكليف، و لن يحاسب الله تعالى إنسان على ما فعله عند غياب العلم أو الإرادة و كان - الإنسان - مجبرا عليه، فقد قال الله تعالى فى سورة البقرة:
{فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (173) }
وقياسا عليه، فإن من سحر الساحر له أو مسه الجن، سيسقط التكليف من عليه التكليف، و الثواب و العقاب، لإنعدام إرادته. كما يقول لنا كل من قتل أو سرق أن الشيطان هو ما دفعه للقيام بذلك، و يدعى أيضا إنعدام الإرادة كي يسقط التكليف و بالتالى الثواب و العقاب.
إنى أكاد أقسم أن الشيطان مظلوم فى هذا الإتهام، فالشيطان يدعونا، و نحن بإرادتنا نستجيب له، ولذلك يحق علينا عقاب الله تعالى يوم القيامة. لكن أن ندعى أن للشيطان أو الجن لهم القدرة على إيذاء بشرى أو التحكم فى تصرفاته و إرادته، فنحن قد فتحنا الباب أمام كل المجرمين كى يلقوا بالإتهام على الجن و الشياطين، و أنهم هم- الجن و الشياطين- من سخروهم -البشر- كى يقوموا بتلك الجرائم، و يسقط التكليف عمن يريد، بإدعاء "المس" أو "السحر".
---------------------------
نتيجة لإرتباط كلمة السحر - خطأ - بالتفريق بين الأزواج؛ فإن من يعانى من مرض "العنة impotence" أو"العجز الجنسى sexual dysfunction" أو من داء "القذف السريع Premature ejaculation", فإنه سيلقى بالتبعية على الجن و السحر و الشعوذة و سيقول إنه "مربوط"!!!!,
و يلف و يدور على كل مشايخ البلد و البلدان المجاورة عشان يقوموا بفك "العمل" الذى "عمله له"، أخو بنت خالة جوز عمة جدة بنت خال العروسة, والذى كان يريد أن يتزوجها، لكنه لم يستطيع. ولن يبحث هذا "المربوط" عن السبب الحقيقى لعجزه و سبل العلاج.
--------------------------
تلك الشماعة الطوييييييييييييييييييييييييييييييييييييلة, التى أعتذر عن إطالة الشرح فيها، أظنها جديرة بالإهتمام و بعض العقل، بعيدا عن الأوهام و الخوف اللامنطقى من عدو وهمى، لا يملك لنا ضرا و لا نفعا.
و إننى قد أغفلت بعض إختلافات العلماء - الطويلة - فى تفسير آية السحر فى سورة البقرة، لأننى لا أتعرض للمشكلة من وجهة نظر العلماء، بل من وجهة نظرى الخاصة، بعيدا عن إختلافات التفاسير و الأسندة.
ف أنا لا أرغب فى الجدال العقيم،
أنا أرغب فى مناقشتكم فقط،
و إننى أرحب بكل تعليقاتكم، سواء المتفقة معى أم المختلفة.
------------------------
و إلى لقاء قريب، فى الشماعة الأخيرة (القضاء و القدر).
-----------------------
إبقوا معنا فى مدونة تحت الحزام
كلام × الصميم
من القلب و العقل.
معكم
د. علاء زكى.
3 تعليقات:
السلام عليكم وصباح الخيرات على الجميع:
دي فتوى أنا كنت حفظاها عندي من فترة بعد ما قريت مقال عن السحر والتخاريف المتعلقة بيه:
*السؤال:
هل يوجد ما يسمى بالعمل؟ أي إن شخصا ما يقوم بعمل نوع من السحر لشخص آخر ليعكر عليه صفو حياته.
وإن كان موجودا فكيف نقي أنفسنا منه, وكيف العلاج لشخص وقع ضحية هذة الفعلة حتى لا نقع في دائرة الدجل والشعوذة.
جزاكم عنا خيرا.
*الفتوى:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فوجود السحر (العمل) ثابت بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وإجماع من يعتبرون في الإجماع، قال تعالى: (ومن شر النفاثات في العقد ) [الفلق:4] يعني: السواحر اللاتي ينفثن في عقدهن، وقال تعالى: (ولا يفلح الساحر حيث أتى ) [طه: 69]، والآيات في ذلك كثيرة، وفي البخاري عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم سُحر...الحديث.
والسحر: عقد وكلام يتكلم به أو يكتبه الساحر أو يعمل شيئاً يؤثر في بدن المسحور أو قلبه أو عقله، وله حقيقة فمنه ما يقتل ومنه ما يمرض، ومنه ما يأخذ الرجل عن امرأته فيمنعه وطأها، ومنه ما يفرق بين المرء وزوجه وما يبغض أحدهما إلى الآخر، أو يحبب بين اثنين، وكل ذلك لا يكون إلا بإذن الله: (فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله) [ البقرة:102].
ومن عمل السحر لغيره فقد أتى كبيرة عظيمة من كبائر الذنوب ، وقد يخرج من الإسلام إن اشتمل سحره على شيء من الكفر كالتقرب للجن بالذبح ونحوه ، والإهانة للقرآن أو شيء منه.
ومن أصيب بشيء من السحر فيشرع له حل سحره، وللحل طريقان: الأول أن يحله عند ساحر، وهذا محرم فعن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن النشرة؟ فقال: "هي من الشيطان"، رواه أحمد، قال الحسن: النشرة من السحر .
الثاني: بالرقى المشروعة من القرآن والدعوات وهذه جائزة، ومما جاء في صفتها ما رواه ابن أبي حاتم عن ليث بن أبي سليم قال: بلغني أن هؤلاء الآيات شفاء من السحر بإذن الله، تقرأ في إناء فيه ماء ثم يصب على رأس المسحور وهذه الآيات هي آيتان من سورة يونس:[81-82] (فلما ألقوا قال موسى ما جئتم به السحر إن الله سيبطله إن الله لا يصلح عمل المفسدين* ويحق الله الحق بكلماته ولو كره المجرمون)، والآيات من سورة الأعراف [118-122] (فوقع الحق وبطل ما كانوا يعملون) إلى قوله: (رب موسى وهارون) والآية التي في سورة طه (69) (إنما صنعوا كيد ساحر ولا يفلح الساحر حيث أتى) ولو قرأ معهن آية الكرسي والفاتحة والمعوذتين كان خيراً. وعلى العبد أن يحافظ على الأذكار صباحاً ومساء، وأن يبتعد عن المعاصي والمحرمات، فإن ذلك من أنجع الوسائل للسلامة من الإصابة بالسحر، والتخلص منه بعد الإصابة به.
والله أعلم.
المفتي: مركز الإفتاء..
أرجو مناقشة الفتوى دي كمان مع الموضوع لأن فتوى معناها الاف الناس بيقرأوها و بيقتنعوا باللي فيها بدون تفكير بغضّ النظر عن صحة هذه الفتوى أو خطأها من وجهة نظر البعض و أنا هحاول أوفّر رأيي فترة في هذا الموضوع..
وشكرا
بسم الله الرحمن الرحيم،
بالطبع أنا سعيد بمشاركاتك معايا يا عزيزتى إسراء،
و لكن يجب التنويه على على بعض النقاط حتى لا نقع فى المحظور،
1- أنا أعتز جدا بالأزهر الشريف و دار الإفتاء المصرية، و لا يوجد لدى أدنى إعتراض أو شك على أى من فتاوى علماء الأزهر.
2- أنا لا أتعرض لتفاسير الآيات من وجهة النظر الدينية، أنا فقط أحاول فقط الوصول لحقيقة المعنى من منطلق فهمى لآيات القرآن، وليس من وجهة نظر عالم من العلماء أو مفسر من المفسرين.
3- أنا لا أملك من العلم الدينى ما يؤهلنى لنقد أى فتوى، سواء كانت أزهرية أو وهابية أو شيعية أو أى مذهب من مذاهب المسلمين.
--------------
أنا لم و لن أصدق، مهما قال لى أى من الناس أو من العلماء أن هناك ساحرا، يستطيع أن يفرقنى عن زوجتى أو يصيبنى بأى من الأمراض.
--------------
فى الفتوى المذكورة:
معنى هذا الكلام أن هناك من يستطيع أن يسحر لإنسان سحرا يؤثر على قلبه و عقله أو يمرضه أن يمنعه من إمرأته أو يطلقهما!!!!!
بالطبع أنا لا أقارن نفسى بدار الإفتاء المصرية، لكن إنكارى لمقدرة السحر على تغيير مصائر الناس أو أذيتهم، لا يدلل على كفرى أو خروجى من الملة، لأن الإيمان أن أؤمن بالله و ملائكته و كتبه و رسله، و القضاء خيره و شره، و أن الله واحد و دينه واحد و رسوله واحد، و أن الأعمار و الأرزاق كلها بيد الله، و الله الواحد القهار فوق عباده.
----
يكمن إعتراضى على بعض النقاط:
1- إذا كان للساحر القدرة على تغيير عقول الناس، فإنه من الممكن أن يجبر الإنسان على الكفر، و يقوده إلى الزنا و السرقة و القتل.
2- إذا كان للساحر القدرة على التفريق بين الأزواج، فإننا قد فتحنا الباب على مصراعيه لإتهام الأعمال و السحر فى التسبب بإفساد العلاقات، و إزدياد معدلات الطلاق مؤخرا.
3- إذا كان للساحر القدرة على تغيير النفوس فهذا -أظنه- يضاد قول رسول الله تعالى:
الأرواح جند مجندة من جنود الله ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف .
أى أن الأرواح جنود من جنود الله، ولا يملك أى بشرى أو جنى أن يغير منها شيئا.
-----------
راجعى المقال الذى كتبته،
أن الله تعالى أظنه لن يسمح لأحد الناس أن يستغل شيئا غير معلوم و لا يمكن توقعه أو التصدى له. فلا أرى له ضرورة أو سببا أن يسمح الله به.
فهذا سيخل بمبدأ تكافؤ الفرص و العدل و ثبات المعطيات بين البشر، حينما يسمح الله لبشرى أن يسلط سلاح السحر ضد بافى الناس.
و آخيرا و ليس آخرا، أنا لم أجد فى كتب السيرة أن الرسول (ص)ما يدل و لم أسمع عن شيخ من شيوخ الذاهب قد عالج مربوطا أو مسحورا.
---------------------
إننى قد ذكرت فى مقالتى:
هناك إرتباط بين "الإرادة" و "التكليف" و "الثواب و العقاب"،
أى أن "السحر" من الممكن أن يكون هو البوابة السحرية لتبرير كل أخطاء البشر،
من يقتل ،،،، يقول إنه كان مسحور
من يسرق،،،،، يقول إن كان غير واعى أو مسحور
بل، ويتم إتهام من ينكر هذا التبرير بالكفر و بأنه يخالف القرآن و السنة بإنكاره مقدرة السحر.
***************************
و فى النهاية
هذا رأيي الشخصى، و أنا لم أدعى العصمة له؛ لكنه ما أنا مقتنع به، بغض النظر عن أى شئ آخر.
و أنا لم أجبر أحدا على إلإقتناع به، فلكم كل الحرية فى إختيار ما تقتنعون به، و إن كان مخالفا لما أنا مقتنع به.
و أنا أتحدى أن يستطيع أى من الناس أن يسحر لى أو لأى شخص آخر؛
فإن الله تعالى قال { وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلا بِإِذْنِ اللَّهِ}
و أنا لا أظن أن الله تعالى سيأذن لساحر أن يمارس سحره على الناس.
****************
و إبقوا معنا فى "تحت الحزام"
كلام
هام جدا،
و
عقلانى جدا.
د.علاء زكى.
وجدت تلك العبارات فى إحدى تفاسير القرآن الكريم تفسيرا لآية السحر فى صورة البقرة:
يحيى عن الحسن بن دينار عن الحسن قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « غُمّوا هذا الحسد بينكم فإنه من الشيطان ، وإنه ما من أحد إلا وهو يعرض له منه شيء ، وإنه ليس بضائر عبداً لم يَعْدُ بلسان أو يد » .
- حدثنا بشر بن معاذ قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة قوله:(يعلمون الناس السحر وما أنزل على الناس ببابل هاروت وماروت). فالسحر سحران: سحر تعلمه الشياطين، وسحر يعلمه هاروت وماروت.
-------------------------
.أظن ده متفق مع بعض وجهة نظرى.
إلى اللفاء
د. علاء زكى
إرسال تعليق
الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]
<< الصفحة الرئيسية