الأحد، 29 مارس 2009

المتهم الأول (العريس).

بسم الله الرحمن الرحيم،
فلنفتتح الجلسة،
المتهم:
العريس؛ شاب مكتمل النضج الجسمانى، تتأجج بداخله الرغبة فى الزواج و الإستقرار؛ تواجهه بعض المشاكل فى تكوين نفسه أو تكويمها - أيهما أصح -، و تواجهه مشكلة أكبرفى إيجاد شريكة حياة مناسبة.
التهمة:
أنت قد تسببت بإنعدام رجولتك، و عدم جديتك و رغبتك فى العطّ و الإستسهال، فى تأخير سن الزواج فى مصر.

الدفاع:
هناك مشكلة فى إختيار شريك الحياة، فمثلاً:
إذا ذهب إلى أحد البيوت طالبا للقرب قبل أن يكوم نفسه، فهذا سيعتبر نوع من العبث الذى لا طائل من ورائه؛
و إذا كان مستعدا و ذهب إلى أى بيت و السلام فإنه يكون قد دق أول مسمار و نعش الأسرة المستقرة لأنه لم يحسن إختياره؛
وإذا كان مستعدا و "ضربت معاه" و طلع حظه حلو فى عروسة مناسبة، فإنه يكون محظوظاً و "بايضاله فى القفص" و لن يتعب نفسه فى الجرى وراء الفرخة.
لكن نسبة العرسان المحظوظين المكومين لأنفسهم، قليلة بالنسبة للشباب النحس ناقص التكوين؛ لذلك فإننى سأعتبرهم الإستثناء الذى يثبت القاعدة.
تعالوا نحسب معاً المبلغ المفترض على المتهم -العريس- توفيره حتى يحصل على لقب "كامل التكوين":
· 1- شقة فى حته محترمة
؟؟ ألف جنيه
خللى بالك من "محترمة" دى.
· 2- مهر محترم
؟؟ ألف جنيه
خللى بالك من "محترم" دى كمان، العروسة مش أقل من بنت خالتها و لا إختها.
· 3- شبكة معتبرة
؟؟ ألف جنيه
معتبره دى لزوم الفشخرة و كيد العوازل.
· 4- القائمة
؟؟ ألف جنيه
وهذه لم أجد لها كلمة محترمة عشان أوصفها.
· 5- مؤخر صداق
؟؟ ألف جنيه
دى بقة تأمين لعيوب التصنيع و البضاعة المباعة لا ترد ولا تستبدل.
أساس المجموع ؟؟؟؟؟؟ ألف جنيه
هذا طبعا بالإضافة للفرح و حفلة الخطوبة، اللى ممكن يتكللفوا ؟؟؟ ألف كمان، لذلك فإن المجموع بعد التحسين: ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ألف جنيه.

لذلك، فإن أى شاب يرغب فى الحصول على لقب "كامل التكوين"، لابد له أن يوفر المبلغ المذكور، و إلا حصل على لقب "ناقص التكوين" أو "صاحب عاهة". [إلهى يوقف نموكم ياللى فى بالى].
فى ظل أزمة العمل القائمة الآن، و تحت مظللة من البطالة، فإن الشاب مطالب بتوفير مبالغ مالية غاية فى الصعوبة فى ظروف أكثر صعوبة. لذلك فإن إعتماد الشاب على والداه فى التجهيز يعتمد إعتماداً كليا على مقدرة أهله المادية و مدى رغبتهم فى المساعدة، التى من الممكن أن تكون موجُّهة نحو عروسة معينة، و فى هذا إجحاف لحق الذكر فى الإختيار بمن يرتبط، و بعدها نعود و نستغرب من سرعة الطلاق.
ناقشنا المشكلة المادية بالنسبة لبعض العرسان، باقى أن نناقش مشكلة إيجاد عروس مناسبة، تستطيع حمل لواء الأسرة. هذا بفرض كون العريس رجلاً كامل الرجولة و التكوين، فإنه يواجه مشكلة أكبر فى العثور على عروس مناسبة له، بعد أن تخطى العقبة المادية للزواج.و إذا نظرنا معاً لما وصل إليه المستوى الأخلاقى فى السينما و الڤيديو كلاب الفاجر و الفضائيات العارية، و التى تتنافس فى تعرية ما أمر الله تعالى بستره؛ فإننا عملاً بمبدأ "الفن مرآة العصر" فإنه من الممكن أن نتخيل مدى الإنحطاط الأخلاقى الذى وصل إليه مستوى التربية و الأخلاق فى المجتمعات الشرقية. كل فتاة تريد حرية مطلقة دون قيود، و قد ظهرت المطالبات بالمساواة فى كل أقطار الوطن العربى، وكل بنت أصبح همها الشاغل، التحرر من الإلتزامات و القيود؛ نتج عن هذا الإتجاه جيل لا بأس به من الفتيات اللاتى أصبحن متحررات لدرجة كبيرة، و إنتقلت من مرحلة المطالبة – عن إستحياء - برفع قيود ما أنزل الله تعالى بها من سلطان عن بنى جنس النساء، إلى مرحلة الندّية و التحدى و التحرر اللامنطقى و اللانهائى من كل شئ؛ تغيرت الكلمات و الأساليب:
هالبس إيه النهاردة -----------< هاقلع إيه النهاردة، بابا، ممكن أخرج -----------< بابا، أنا خارجة، إوعى تكلمنى، بابا جى ورايا -----------< إبقى خد رقمى من بابا. و بالطبع أخذت الفتيات يتتبعن أحدث خيوط المودة و الأزياء الغربية، و ظهرت البنطالونات التى تزداد ضيقاً كل يوم عن الآخر، و الجيبات التى تكاد تنفجر من فرط الضيق و القصر، لكن - الأمانة لله – تحت الجيبة بووت طوووويل يصف كل ما تحته و "قال يعنى مغطية رجلها" !!!. بل أن المشكلة الأكبر أن معظم الأزياء و الملابس لا تعكس أخلاقيات من يرتدينها، فلا من يرتدين القصير كلهن فاجرات، ولا من يرتدين الزى الفضفاض كلهن عفيفات، ولا كل من كشفن رؤسهن سافرات, ولا كل من غطين رؤسهن محترمات. نتيجة لتلك التطورات، تنامى الشك فى قلوب الشباب الذكور، و قلُّت الثقة فى أخلاق الفتيات، و نظر الشباب الذكور إلى الفتاة كسلعة فى الفاترينات الخاصة بالمولات و الكوفى شوبز، و البضاعة المعروضة من المسموح لكل مشترى "إنه يقلٍّب فيها"، بل أنه فى بعض الأحيان من الممكن أن "يأخذها لفّة"، و إذا لم تعجبه، فإنه يعيدها حتى يجربها مشترٍ آخر؛ أدى هذا الأسلوب لظهور فئة من الشباب الذكور الذين يكتفون "بالتقليب" فى البضاعة، و تنامى السؤال " أنا ليه أكلف أهلى و نفسى فلوس على الفاضى و أنا ممكن أعمل كل حاجة ببلاش؟!"، و ظهر العزوف عن الزواج، و أخذ يتزايد مع الوقت، و كلما زادت البضاعة المعروضة، قلًّت الثقة، و كلما زاد تسيب الفتيات، قل الزواج. هنا أصبحت المشكلة الواحدة مشكلتين "تأخر سن الزواج" بل و " العزوف عن الزواج" أيضاً. لذلك فإن الدفاع يطعن فى مسؤلية موكلى عن تأخر سن الزواج، و يلقى بالتهمة على: 1. تسيب الفتيات الأخلاقى، 2. الندِّية و التحدى من الإناث للذكور، 3. المغالاة فى المهور فى ظل المشكلة الإقتصادية الحالية.

*********************************************************************************

و الدفاع بإنتظار الإتهامات الجديدة، و يشرفه الإستماع لوجهات النظر المختلفة، قبل توجيه دفة الإتهام إلى أحد المتهمين الآخرين،

مع وعد باللقاء، إن شاء الله تعالى،

إبقوا معنا فى مدونة "تحت الحزام"، فاصل و نعود.


8 تعليقات:

في 6 أبريل 2009 في 12:50 ص , Blogger Tasneem Tato يقول...

كلام في الصميم يا دكتور علاء
بس اللي يقرأ الكلام ده هيحس ان مفيش حد كويس في الزمان ده
و ان كل البنات مادية و "عيارها فالت" :)
بس صح..ده الفئة الغالبة للأسف..
مش عارفة أقول كل الكلام بس عايزة أقول ان كل ده بسبب البعد عن ديننا و ان الشاب لما بيجي يختار زوجة في الغالب مبيخترش بمبدأ الالتزام او التدين اولا عشان كدة المعايير اتقلبت
و عايزة اقول ان مش كل تفكير اهالي البنات بالطريقة اللي هي شبكة معتبرة و شقة فى حته محترمة...الخ., لا في ناس ماشية بمبدأ حديث الرسول صلى الله عليه و سلم "إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير".
و طبعا اللي بيخالفوا الحديث ده هما اللي اتسببوا في الفتنة و الفساد الكبير.
اسفة طولت عليك لكن شكرا جدااا :)

 
في 6 أبريل 2009 في 11:13 ص , Anonymous محمد خالد يقول...

قلبت علينا المواجع
بس عارف يا د علاء
تظل المسئولية في أعناق الرجال
فلو ان الاب والاخ حافظ على ابنته واخته لما انحدرت الاخلاق
ولو ان الاب كان ذا مبدأ وخلق ودين
أنه إذا جاءكم من ترصون دينه و خلقه فزوجوه " لا من ترضون سيارته وشقته ورصيده" لا ختلف الامر حتى لو بعد حين

مازلنا نتابع
محمد خالد

 
في 7 أبريل 2009 في 12:23 ص , Blogger Mended_Heart يقول...

كلامك صح يا تسنيم،
و أنا ماقولتش إن كل البنات بتفكر كده و لا أهاليهم كلهم كده.
أنا ب أتكلم عن حقيقة 15 مليون بنت و ولد ماتجوزوش و قربوا على 30 سنة
و مادام معظم الأهالى بيفكروا بالطريقة دى يبقى عندنا مشكلة
و مشكلة كبييييرة كمان.

بس عسى أن يجعل الله من بعد عسر يسرا، و الناس تفهم و تساعد.
آمين يا رب.

إنتى نورتى يا تسنيم،
و بإنتظار مشاركاتك القادمة
بس أنا عندى إمتحانات
إدعيلى ربنا يوفقنى.

هاحاول أنشر باقى المقال لما أقدر

 
في 7 أبريل 2009 في 12:29 ص , Blogger Mended_Heart يقول...

حبيبى يا دكتور محمد،
و الله كلنا موجوعين
بس كما قالوا:

لا علاج لمن لا يشكو مرضه

لذلك وجب علينا وضع الأيادى على الجرح علشان نقدر نعالجه

و الله الواحد زى ما إنت بتقول، كمية البنات اللى ماشيين ملط دى تدل على إن شكل معدش فيه رجالة فى البلد؟
حاجة تفرس.
ولا إيه.

ربنا يهدينا أجمعين، و يوفقنا لما يحب و يرضى
شباب و بنات و أهالى و كلنا يا رب.
آمين.

متشكر على الإطلالة الخفيفة دى،
و بإنتظار مشاركاتك القادمة ب إذن الله تعالى.
إنت شرفت يا دكتور.

 
في 10 أبريل 2009 في 4:36 م , Blogger محمود برعي يقول...

فى البداية اتمنى لك التوفيق وان تصبح اعظم اطباء القلب واود ان اشكرك بشدة على موضوعك المهم جدااا... انا مريت بتجربة عرفت منها ان البنت لما تكون حلوة شويتين دا ممكن يعمل لها مشكلة وكمان يعمل مشكلة لمن يحاول ان يتقدم لخطبتها وذلك لأن بعض الاهل بيفتحوا المزاد لما يشوفوا من يدفع اكتر ومين شقته فى حته احسن من التانى وهكذا ...وبالتالى حتى العريس الجاهز بيلاقى نفسه دخل مزاد مش مستعد له واكيد هو فى الاول ميكونش عارف ان الناس دول كدا لكن دا بيحصل والله العظيم بيحصل وبيكون نتيجته ان البنت (تعنس) او تتزوج وتطلق لأن اللى بيدفع اكتر ممكن يدفع اكتر كمان شوية ويغير ..

 
في 12 أبريل 2009 في 10:18 م , Blogger Mended_Heart يقول...

عزيزى الإستاذ محمود برعى،
أولا حضرتك نورت المدونة الصغننة بتاعتى، و أتمنى إنك تشاركنا دائما.
و أشكرك على الدعوة الجميلة دى،
و لك بالمثل و ربنا يوفقك و تبقى أحسن واحد فى المجال بتاعك، آمين يا رب.
------------------------
بالطبع زى ما حضرتك بتقول
إن بعض الفتيات، تمتعهن بقدر لا بأس به من الجمال، بيخلق مشكلة ليها و للعريس سواء جاهز أم لا؛
و الأمر ده معروف و فعلا بيحصل كتييييير جدا،
****************
لكن المشكلة الأكبر فى وجهة نظرى هى سكوت البنات على معاملتهن كالبضاعة و بيعهن لمن يدفع أكثر - كما فلت -، فلو البنت الجميلة دى متمسكة بالإنسان اللى إتقدملها، و مرتبطة به، فإن من يحدد مسار العلاقة هو مقدار تمسكها به، و قدرتها على الإختيار بين الزواج بغرض الزواج أو الزواج بغرض البيع،

لكن إن كل فتاة تدعى القهر و إن أهلها هما اللى بيقرروا لها و بيجبروها على عمل أى شئ،
فهذا ضد الواقع الحاصل،
و كمية البنات اللى ناقص يمشوا بالبكينى دليل على كلامى، وهو إن معدش حد بيقدر يجبر حد على حاجة
و خصوصا الأهل مع بناتهم - فى معظم الأحوال -.

ولوالبنات واخدين حريتهم فى اللبس و الخروج و الصرمحة، و فى نفس الوقت يدعين عدم حريتهن فى إتخاذ قرار الإرتباط بمن يرضون، فهذه مشكلة أكبر و لا أرى لها حلا قريبا.
و عليهم أن يقبلوا أن يعاملوا كبضاعة فى السوق ،و إما أن يقمن بثورة على هذا الإستعباد.
/////////////////////////
لكن رسالة أوجهها لأى ولد إتقدم لواحد و أهلها خنقوا عليه:

" لو كانت البنت عاوزاك كانت حاولت مع أهلها، و كانت هترفض أى محاولة لبيعها لمن يدفع أكثر،
إنساها و إختار بنت تكون بتحبك و إنت بتحبها، و اللى جى أحسن و عسى أن تكرهوا شيئا و هو خير لكم"
///////////
و فى النهاية،
نورتنا يا أستاذ محمود
و إلى اللقاء مرة أخرى قريبا بإذن الله تعالى

إبقوا معنا
فى مدونة تحت الحزام.

 
في 13 أبريل 2009 في 1:03 ص , Blogger محمود برعي يقول...

شكرا على ردك يا د/علاء ...
الحقيقة كلامك صح جدا وانا مقتنع بيه تماما (البنت لو متمسكه هاتعمل اي حاجة ) لكن الادهى من ذلك انها دايما تدعي انها (متمسكة و مصمة )لكن ما باليد حيلة
تانى مرة كلام صح 100% واتمنى اننا نكون اصدقاء وادعوك لزيارة مدونتى
mahboraey.blogspot.com
وشكرا

 
في 14 أبريل 2009 في 3:10 ص , Blogger Mended_Heart يقول...

متشكر على هذا الإطراء الذى أرانى لا أستحقه،
و إحنا أصبحنا أصدقاء بالفعل بعد ما حضرتك شرفتنى فى المدونة.

أنا هادخل على مدونة حضرتك دلوقتى
*********************************
إبقوا معنا فى مدونة (تحت الحزام)
مواضيع ساخنة
و كلام فى الممنوع
دائما معنا

 

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية