الأحد، 29 مارس 2009

المتهم الأول (العريس).

بسم الله الرحمن الرحيم،
فلنفتتح الجلسة،
المتهم:
العريس؛ شاب مكتمل النضج الجسمانى، تتأجج بداخله الرغبة فى الزواج و الإستقرار؛ تواجهه بعض المشاكل فى تكوين نفسه أو تكويمها - أيهما أصح -، و تواجهه مشكلة أكبرفى إيجاد شريكة حياة مناسبة.
التهمة:
أنت قد تسببت بإنعدام رجولتك، و عدم جديتك و رغبتك فى العطّ و الإستسهال، فى تأخير سن الزواج فى مصر.

الدفاع:
هناك مشكلة فى إختيار شريك الحياة، فمثلاً:
إذا ذهب إلى أحد البيوت طالبا للقرب قبل أن يكوم نفسه، فهذا سيعتبر نوع من العبث الذى لا طائل من ورائه؛
و إذا كان مستعدا و ذهب إلى أى بيت و السلام فإنه يكون قد دق أول مسمار و نعش الأسرة المستقرة لأنه لم يحسن إختياره؛
وإذا كان مستعدا و "ضربت معاه" و طلع حظه حلو فى عروسة مناسبة، فإنه يكون محظوظاً و "بايضاله فى القفص" و لن يتعب نفسه فى الجرى وراء الفرخة.
لكن نسبة العرسان المحظوظين المكومين لأنفسهم، قليلة بالنسبة للشباب النحس ناقص التكوين؛ لذلك فإننى سأعتبرهم الإستثناء الذى يثبت القاعدة.
تعالوا نحسب معاً المبلغ المفترض على المتهم -العريس- توفيره حتى يحصل على لقب "كامل التكوين":
· 1- شقة فى حته محترمة
؟؟ ألف جنيه
خللى بالك من "محترمة" دى.
· 2- مهر محترم
؟؟ ألف جنيه
خللى بالك من "محترم" دى كمان، العروسة مش أقل من بنت خالتها و لا إختها.
· 3- شبكة معتبرة
؟؟ ألف جنيه
معتبره دى لزوم الفشخرة و كيد العوازل.
· 4- القائمة
؟؟ ألف جنيه
وهذه لم أجد لها كلمة محترمة عشان أوصفها.
· 5- مؤخر صداق
؟؟ ألف جنيه
دى بقة تأمين لعيوب التصنيع و البضاعة المباعة لا ترد ولا تستبدل.
أساس المجموع ؟؟؟؟؟؟ ألف جنيه
هذا طبعا بالإضافة للفرح و حفلة الخطوبة، اللى ممكن يتكللفوا ؟؟؟ ألف كمان، لذلك فإن المجموع بعد التحسين: ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ألف جنيه.

لذلك، فإن أى شاب يرغب فى الحصول على لقب "كامل التكوين"، لابد له أن يوفر المبلغ المذكور، و إلا حصل على لقب "ناقص التكوين" أو "صاحب عاهة". [إلهى يوقف نموكم ياللى فى بالى].
فى ظل أزمة العمل القائمة الآن، و تحت مظللة من البطالة، فإن الشاب مطالب بتوفير مبالغ مالية غاية فى الصعوبة فى ظروف أكثر صعوبة. لذلك فإن إعتماد الشاب على والداه فى التجهيز يعتمد إعتماداً كليا على مقدرة أهله المادية و مدى رغبتهم فى المساعدة، التى من الممكن أن تكون موجُّهة نحو عروسة معينة، و فى هذا إجحاف لحق الذكر فى الإختيار بمن يرتبط، و بعدها نعود و نستغرب من سرعة الطلاق.
ناقشنا المشكلة المادية بالنسبة لبعض العرسان، باقى أن نناقش مشكلة إيجاد عروس مناسبة، تستطيع حمل لواء الأسرة. هذا بفرض كون العريس رجلاً كامل الرجولة و التكوين، فإنه يواجه مشكلة أكبر فى العثور على عروس مناسبة له، بعد أن تخطى العقبة المادية للزواج.و إذا نظرنا معاً لما وصل إليه المستوى الأخلاقى فى السينما و الڤيديو كلاب الفاجر و الفضائيات العارية، و التى تتنافس فى تعرية ما أمر الله تعالى بستره؛ فإننا عملاً بمبدأ "الفن مرآة العصر" فإنه من الممكن أن نتخيل مدى الإنحطاط الأخلاقى الذى وصل إليه مستوى التربية و الأخلاق فى المجتمعات الشرقية. كل فتاة تريد حرية مطلقة دون قيود، و قد ظهرت المطالبات بالمساواة فى كل أقطار الوطن العربى، وكل بنت أصبح همها الشاغل، التحرر من الإلتزامات و القيود؛ نتج عن هذا الإتجاه جيل لا بأس به من الفتيات اللاتى أصبحن متحررات لدرجة كبيرة، و إنتقلت من مرحلة المطالبة – عن إستحياء - برفع قيود ما أنزل الله تعالى بها من سلطان عن بنى جنس النساء، إلى مرحلة الندّية و التحدى و التحرر اللامنطقى و اللانهائى من كل شئ؛ تغيرت الكلمات و الأساليب:
هالبس إيه النهاردة -----------< هاقلع إيه النهاردة، بابا، ممكن أخرج -----------< بابا، أنا خارجة، إوعى تكلمنى، بابا جى ورايا -----------< إبقى خد رقمى من بابا. و بالطبع أخذت الفتيات يتتبعن أحدث خيوط المودة و الأزياء الغربية، و ظهرت البنطالونات التى تزداد ضيقاً كل يوم عن الآخر، و الجيبات التى تكاد تنفجر من فرط الضيق و القصر، لكن - الأمانة لله – تحت الجيبة بووت طوووويل يصف كل ما تحته و "قال يعنى مغطية رجلها" !!!. بل أن المشكلة الأكبر أن معظم الأزياء و الملابس لا تعكس أخلاقيات من يرتدينها، فلا من يرتدين القصير كلهن فاجرات، ولا من يرتدين الزى الفضفاض كلهن عفيفات، ولا كل من كشفن رؤسهن سافرات, ولا كل من غطين رؤسهن محترمات. نتيجة لتلك التطورات، تنامى الشك فى قلوب الشباب الذكور، و قلُّت الثقة فى أخلاق الفتيات، و نظر الشباب الذكور إلى الفتاة كسلعة فى الفاترينات الخاصة بالمولات و الكوفى شوبز، و البضاعة المعروضة من المسموح لكل مشترى "إنه يقلٍّب فيها"، بل أنه فى بعض الأحيان من الممكن أن "يأخذها لفّة"، و إذا لم تعجبه، فإنه يعيدها حتى يجربها مشترٍ آخر؛ أدى هذا الأسلوب لظهور فئة من الشباب الذكور الذين يكتفون "بالتقليب" فى البضاعة، و تنامى السؤال " أنا ليه أكلف أهلى و نفسى فلوس على الفاضى و أنا ممكن أعمل كل حاجة ببلاش؟!"، و ظهر العزوف عن الزواج، و أخذ يتزايد مع الوقت، و كلما زادت البضاعة المعروضة، قلًّت الثقة، و كلما زاد تسيب الفتيات، قل الزواج. هنا أصبحت المشكلة الواحدة مشكلتين "تأخر سن الزواج" بل و " العزوف عن الزواج" أيضاً. لذلك فإن الدفاع يطعن فى مسؤلية موكلى عن تأخر سن الزواج، و يلقى بالتهمة على: 1. تسيب الفتيات الأخلاقى، 2. الندِّية و التحدى من الإناث للذكور، 3. المغالاة فى المهور فى ظل المشكلة الإقتصادية الحالية.

*********************************************************************************

و الدفاع بإنتظار الإتهامات الجديدة، و يشرفه الإستماع لوجهات النظر المختلفة، قبل توجيه دفة الإتهام إلى أحد المتهمين الآخرين،

مع وعد باللقاء، إن شاء الله تعالى،

إبقوا معنا فى مدونة "تحت الحزام"، فاصل و نعود.


الخميس، 26 مارس 2009

فتوى دار الإفتاء المصرية فى موضوع قائمة المنقولات الزوجية

قرر الشرع الشريف حقوقًا للمرأة معنوية ومالية وغير ذلك، وجعل لها ذمتها المالية الخاصة بها، وفرض لها الصداق وهي صاحبة التصرف فيه وكذلك الميراث، ولها أن تبيع وتشتري وتهب وتقبل الهبة وغير ذلك من المعاملات المالية ، قال تعالى في شأن الصداق أي المهر : { وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْساً فَكُلُوهُ هَنِيئاً مَرِيئا ً} [النساء:4] وقال تعالى : { وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ كِتَابَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَأُحِلَّ لَكُمْ مَا وَرَاءَ ذَلِكُمْ أَنْ تَبْتَغُوا بِأَمْوَالِكُمْ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً وَلا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا تَرَاضَيْتُمْ بِهِ مِنْ بَعْدِ الْفَرِيضَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً } [النساء:24] .
وإذا ما قامت المرأة بإعداد عش الزوجية بمقدم صداقها سواء أمهرها الزوج الصداق نقدًا أم قدمه إليها في صورة جهاز أعده لعش الزوجية يكون هذا الجهاز قد جاء ملكًا للزوجة ملكًا تامًا بالدخول، وتكون مالكة لنصفه بعقد النكاح إن لم يتم الدخول كما جاءت بذلك نصوص القرآن الكريم وسنة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعادة ما يكون هذا الجهاز في بيت الزوجية الذي يمتلكه الزوج ملكًا تامًا أو مؤجرًا له من الغير فيكون الجهاز تحت يد وقبضة الزوج. فلما قلت الذمم وعدمت الضمائر وكثر تضييع الأزواج لحقوق أزواجهم رأى المجتمع كتابة قائمة بالمنقولات الزوجية ( قائمة العفش ) لتكون ضمانًا لحق المرأة لدى زوجها إذا ما حدث خلاف بينهما وتعارفت الأمة على ذلك . والعرف أحد مصادر التشريع الإسلامي ما لم يتعارض مع نص من كتاب أو سنة أو إجماع أو قياس لأنه لا اجتهاد مع النص ولقول الحبيب المصطفى صلوات الله عليه وآله وسلم : " ما رآه المسلمون حسنًا فهو عند الله تعالى حسن وما رآه المسلمون قبيحًا فهو عند الله تعالى قبيح " والقائمة ليست أمرًا قبيحا ولكنها أمر حسن فلا حرج في فعلها . والله سبحانه وتعالى أعلم.
تمت الإجابة بتاريخ 6/4/2004
---------------------------------------------------
لاحظ ضرورة مشاركة الزوجة فى تأسيس البيت بمقدم صداقها (أى المهر) فى صورة مال، أو إذا قدم لها زوجها المهر فى صورة العفش.

الأربعاء، 25 مارس 2009

أسباب تأخر سن الزواج 1

تأخر سن الزواج، أو، زواج فى الوقت الضائع.
هل هو مشكلة؟، هل نعانى منها فى مصر؟، هل نبالغ فى ردة فعلنا لتلك المشكلة - إن وجدت-؟، ما أسبابها؟، هل تعانى منها دولا أخرى؟، هل هناك سبيل للحل؟ ماهو؟.
ظلت تلك الأسئلة - و غيرها - تلح على خاطرى، و فكرت كعادتى فى اللجوء إلى القلم لعرض المشكلة و تفنيد الحلول.
-----------------------------------------------------------------------
هناك من ينفى وجود تلك المشكلة أساسا فى مصر، و يصر على التعامل بمبدأ "كله تمام يا ريس" و "كل حاجة زى الفل"، مثيروا تلك المشكلة قلة قليلة مندسّة، سولت لها أنفسها أن تبحث عن المشاكل؛ و يتم إتهام كل من يناقش تلك المشكلة علنيا كمشكلة قومية بأنه "فاضى و هايف و مش لاقى حاجة يعملها" يا إما "قليل الأدب و مسروع على الجواز".
وكما قال الحكماء، "لا علاج لمن لا يشكو مرضه". ظلت المشكلة طىّ الكتمان و تشكلت على هيئة "جبل الثليج" فى مياه المحيطات الجليدية، لايظهر منه إلا القمة، و تخفى تحت السطح أطنانا من الجليد. حتى جاء اليوم الذى إصطدمت "تيتانيك" مصر بهذا الجبل الجليدى و بدأت بالغرق، هنا، و هنا فقط بدأ الناس يشعرون بحجم المشكلة الحقيقى و بدأت الدراسات فى الظهور؛ فى آخر إحصائية بلغ عدد الشباب فى سن الزواج و قارب على الثلاثين من العمر و لم يتزوج حوالى 15-17 مليون. لكن ظل - حتى الآن - إتهام من يفصح/تفصح عن الرغبة فى الزواج بأنه مسروع و مستعجل أو قليل الأدب ووشه مكشوف؛ فالمشكلة الآن برغم تضخم حجمها، إلا إننا ما زلنا نحاول أن نقنع أنفسنا بأن الشكوى صادرة من القلة قليلة مندسّة،
هل هناك مشكلة؟ ---- >نعم،
هل نبالغ فى ردة فعلنا؟ ----> لا، بل بالعكس، أرى تبلدا و إنكارا سيتم تفسيره لاحقا.
----------------
أسباب المشكلة:
---------
لا يمكن إختزال المشكلة و أسبابها فى إتهام طرف و احد و إلقاء اللوم عليه. فإذا نظرنا معا، سنجد أن تغيير طرف واحد من أطراف المشكلة و الإعتماد على تحميل جهة واحدة أو شخص واحد اللوم أسهل من البحث عن السبب الحقيقى فعليا، لكنه لا يحل أى مشكلة. لذلك لابد من الإعتراف بأن كل أطراف المشكلة مسئولون عما وصلت إله الأحوال، و أنه لا يمكن حل الكشكلة بتعديل طرف واحد من أطرافها.
و بنظرة، تم تحديد أطراف المشكلة و المسئولين عنها:
1- العريس
2- أهل العريس
3- العروس
4-أهل العروس.
أربعة شركاء فى جريمة مكتملة الأركان، و التحدى أمامنا لإثبات التهمة فى الجانى الحقيقى.
---------------------------------------------------------------------------
فى إنتظار تعليقاتكم،
و هل ترون إنها مشكلة حقيقة، أم أننى أبالغ مع المبالغين؟
و هل هناك متهمين آخرين لم أوجه لهم أصابع زينب؟ -يوه، آسف- أصابع الإتهام؟
------------------------------------------------------------------------
لكل متهم يوم,
غدا أو بعد غد بإذن الله تعالى
المتهم الأول ( العريس)

الأربعاء، 18 مارس 2009

قائمة المنقولات الزوجية 3

ما آراه هنا شئ غريب جدا – فى وجهة نظرى -. لماذا ينظر الناس إلى كلمة (الشباب) بمعاناها الذكورى فقط، و كأن الشباب لابد أن يكون ذكرا؟. مثلا، التحدث الدائم عن تهور الشباب، و إنعدام تحملهم المسئولية، يكون موجها ضد الشباب الذكور فقط، و نظل نوجه إتهاماتنا صباحاً مساءاً للرجال الشباب بأنهم لم يصبحوا ذكورا، و لا يستطيعون تحمل مسئولية أسرة و بيت؛ و نظل نتهمهم أيضا بالتسرع و قلة الخبرة و التصرفات الطائشة و الرعونة فى إتخاذ القرارات. و أصبح لدينا هذا الإنطباع السئ عن كل الشباب – الذكور -، و التصرف معهم كمستهترين و متسرعين، و أنهم جميعا سيطلقون زوجاتهم ثانى يوم. فكان لابد لنا من أن نجعلهم يستمرون، حتى و إن كنا سنجبرهم على ذلك. و فى نفس الوقت لا نتكلم عن الفتيات، و لا نتهمهم بإنعدام المسئولية، و لا التسرع، و لا الإستهتار. ولا نركز على دور الأنثى فى إنجاح العلاقة الزوجية، ولا نتخيل أنها مسئولة تماما نفس مسئولية الذكر عن فشل أى علاقة زوجية. و إذا كنا نستطيع أن نكبل يدا الذكر – العريس – ونجبره على القيام بواجباته، و فى نفس الوقت نجعله غير قادر على إتخاذ قرار الإنفصال؛ فماذا و من يضمن لنا، أن الزوجة ستقوم بواجباتها، و تريح زوجها؟، ولا تهمل فيه ولا فى بيتها؟، ولا تطمئن إلى أن زوجها لن يستطيع أن يطلقها، فتفعل ما تريد و تتمرد عليه و تحيل حياته جحيما لا يطاق؟، و تكون معتمدة إعتمادا كليا على عجزه و خوفه من العواقب المادية للطلاق؟. فإذا كنا نفعل تلك الأمور من قايمة و نايمة و مهر و شقة و تجهيز، لضمان حقوق الزوجة؛ فماذا فعلنا فى المقابل لحفظ حقوق الزوج؟؟.

فإذا كان هناك شباب (ذكور) مستهتر، فهناك فتيات مستهترات؛ و إذا كان هناك شباب (ذكور) لا يؤتمن و لا يستطيع تحمل مسئولية فتح بيت، فهناك أيضا فتيات لا يؤتمنَْ و لا يستطعنْ تحمل المسئولية أيضا؛ وإن كان الذكر لا يعمل، فإن الإنثى لا تطهو؛ و إن كان الذكر متسرع، فإن الأنثى غضوبة.المسئولية مشتركة، و الخطأ مشترك. الخطوبة الصحيحة، فترة إختبارات مستمرة و ملاحظة دائمة؛ فهى لابد أن تكشف العيوب و تفضح المستور. و من لم يستطع إكتشاف عيوب شريك حياته، و يحاول إصلاحها؛ فلا يلومن إلا نفسه. لا يقول بعد الزواج أنه لم يكن يعلم بأن الطرف الآخر بهذا الإستهتار؛ لا يقول أنه لم يعلم بأن زوجته ستكون بهذه البلادة و الإستخفاف؛ لا تقول بأنها لم تعلم بأن زوجها سيكون بتلك الشخصية الإتكالية المستسلمة المستهترة. لا عذر لهما إن لم يعرفا بعضهم البعض خلال فترة الخطوبة، ولا مفر من الطلاق بعد ذلك، و إلُا يغلق عليهما الباب فى طلاق صامت،(و أهى عيشة و السلام).

هنا فى هذا المجتمع الشرقى؛ نتعامل مع الإنثى و كأنها شر لابد لنا من التخلص منه دون رجعة. و من كان لا يتعامل مع إبنته بتلك الطريقة، يتعامل معها و كأنها ملكة متوجة و كل طلابتها مجابة و إنها تستاهل ثقلها ذهب و يدلعها إلى أقصى درجة. و فى كلتا الحالتين، يتعامل الشاب مع أب يطلب كل حقوق إبنته، بل و يزيد عليها؛ ولا يهمه – أى الوالد – أن ينال الشاب أى من حقوقه من إبنته. بل إن كل أب يقول بأنه يؤمن مستقبل إبنته بتلك الطريقة؛ بأن يحصل على عريس مناسب، بسعر مناسب أيضا؛ و الأهم أيضا أنه عريس أبدى، فإن البضاعة المباعة ( لا ترد و لا تستبدل ).
فعندما يستقيظ العرسان من ليلة الدخلة، و ألف ألف جنيه، آسف، ألف ألف مبروك؛ و يهمس لزوجته فى حنان – (إحنا لسه فى الأول) – :(قومى حضرينا حاجة ناكولها)؛
فتقوم الزوجة – الدلوعة أو الواثقة من ضعف زوجها – و ترد عليه فى كسل (عندك التلاجة قوم هات لنفسك منها).
فإذا ذهب و حضر لنفسه حاجة يأكلها، فإنه - فى عُرف الرجال – قد قدم أول تنازلاته، و التى لن يستطيع أن يرفع رأسه بعدها؛ و إن أصَرَّ على ما يقول، سيكون رجلا – فى عرف الرجال أيضا -، لكن عليه أن يستعد لموقف سيكون من المواقف المهمة فى حياته، إن لم يكن أهمها على الإطلاق؛ موقف أن يثبت لزوجته أنه رجل البيت، هو مسئول عن إحضار الطعام، لكنها مسئولة عن طهيه. و ليس هذا إمتهانا لزوجته ولا لحقها و لا لكرامتها، لكنه فقط وضع النقط فوق الحروف. فنحن الآن فى زمن تعيش فيه الفتاة و تطالب بالمساواة و فى حقها فى أن تمارس العمل و تجمع الأموال، و فى نفس الوقت تتحول – بقدرة قادر – إلى فتاة مهيضة الجناح أول كل شهر و تذكر زوجها بأنه مكلف بالإنفاق عليها. تطالب بحقوقها، ولا تعرف واجباتها؛ تأخذ ولا تعطى، ترمى و لا تحمل؛
و لكن هنا إحقاقا للحق، يجب ذكر بعض حالات الرجال، و التى لا يقوم فيها الرجل بواجبه و يطالب هو الآخر بحقوقه.

لذلك أنا أرى أنه لا يجوز لتلك الفتاة و لا هذا الشاب أن يتزوجوا، قبل أن يتعلموا ما هو الزواج و ما هى حقوق الآخر. هنا فقط، لن يكون الشاب مطالب بإثبات حسن النية بأن يوقع على النايمة، سورى، القائمة؛ ولا الفتاة مطالبة بأنها تعيش دور شهر زاد و تقدم تنازلات لإثبات أنها زوجة صالحة. و أهيب بكل أب و كل أم أن يرفقوا بحال أبنائهم، و أن يتذكر كل منهم حاله شخصيا عندما تقدم للزواج؛ و أن يستخدموا كل شئ و كل إبتكار فيما خلقه الله له.
في القائمة يدَوَّنْ مشاركات الزوجة فقط، حفظا لحقها. و من أراد من الشباب أن يزيد ويكتب كل شئ، فليتفضل، سيكون هذا كرم أخلاق منه، يُشكر عليه، و ليس واجبا يُلام إذا لم يفعله؛ لكن لا يكتب فى تلك القائمة إلّا ما قد حدث و موجود و بقيمته الحقيقية؛ حفظاً لحقه هو و تأمينا لنفسه.

و فى النهاية أرجو من الله التوفيق، و إن أصبت من الله و إن أخطأت فمن نفسى و من الشيطان. و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
بقلم : د/ علاء زكى يوسف.
· اللهم بلغت اللهم فإشهد.

**************
تمت بحمد الله
ب إنتظار تعليقاتكم
سلاااام

الثلاثاء، 17 مارس 2009

قائمة المنقولات الزوجية (2)

و قد جاءت صيغة تلك الورقة متفقة مع ما قد إخترعت له, و هذا هو النص:
" قائمة منقولات زوجية "
ملك الآنسة / ............ المقيمة ............. محافظة ............وبياناتها كالتالى :
عدد
البيان
الثمن
.
.
.
.
.
الإجمالى
.
.
استلمت أنا / .......... المقيم .............. محافظة ......... .وأحمل بطاقة رقم ......... من الآنسة /................ والمقيمة ............ محافظة ......... المنقولات المبينه عاليه بالجدول وصفاً وقيمة ،وذلك على سبيل الأمانة ،وأتعهد بالمحافظة عليها ولا يحق لى التصرف فيها ، وألتزم بردها عينا أو دفع ثمنها نقداً متى طلب منى ذلك فوراً. واذا لم أقم بردها أو دفع ثمنها نقداً ، أكون مبدداً وخائناً للأمانة وأتحمل المسئولية المترتبة على ذلك .وهذا اقرار منى بقيد لاستلام . المقر بما فيه/ ...................... . الشاهد الأول .................... الشاهد الثانى ......................... .

نرى هنا أن نص تلك القائمة، يدل، و بالضرورة، على أن ما سيدون بالقائمة هو ما قد إستلم قيمته الزوج من زوجته أو فعليا ما قد شاركت به العروس فى تجهيز الشقة؛ ماديا عن طريق المال (عن طريق المساعدة المادية المذكورة سابقا، كمشاركة منها بجزء من مهرها)؛ أو عن طريق تقديمها أدوات أو أجهزة ملموسة (كأثاثات أو أدوات كهربائية أو أدوات منزلية). و يتعهد الزوج بأنه قد عين نفسه و بكامل إرادته، حافظا لتلك الأمانة؛ و يتعهد بردها أو رد ما يماثل قيمتها ماليا عند الوفاة أو الإنفصال (قيمة المحتويات حسب قيمتها أثناء توقيعه على القائمة و ليس حسب قيمتها عند الوفاة أو الإنفصال).
لكن أين ستذهب من عقلية الشعب المصرى؟!؛ يا إبنى (ده إحنا اللى دهنا الهوا دوكو). قام أهل العروس ب لوى تفسير الوثيقة، و نتيجة لتعاملهم مع موضوع الزواج و كأنه صفقة بيع لسيارة أو قطعة أرض. فلابد من أنهم كانوا سيفكرون فى تحويلها إلى وسيلة للربح؛ و أيضا وسيلة ضغط على العريس، كى يفكر ألف مرة قبل أن يقدم على أخذ قرار الإنفصال، أو يقوم برد البضاعة المباعة؛ هذا حتى و إن إستحالت العشرة بينه و بين إبنتهم.
لذلك قررنا نحن أهل العروسة بأن العريس مطالب بأن يكتب فى تلك القائمة، كل محتويات الشقة؛ سواء إن كان قد إشتراها هو أو ساعدناه. هذا، و يُقَيَّم حب الشاب للفتاة بمقدار تلك القائمة؛ و لزوم الفشخرة، و إن والد العروس (ينجِعِصْ) و ينفخ نفسه أمام الناس، و يقول فى وسط المعارف: (أنا قايمة بنتى ب......). هنا يتطلب الموقف من الشاب أن يكتب كل محتويات الشقة بإسم العروس فى القائمة؛ و فى بعض الأحوال – أو فى معظمها – يقوم بكتابة أشياء غير موجودة، أو يقوم بكتابة أشياء بأعلى من قيمتها الأصلية، كى تصل قيمة القايمة للمبلغ المطلوب لزوم الفشخرة كما قلنا من قبل.
هنا ينسى الشاب أو لا يعلم – أو يجبر على - أنه يوقع على أنه قد إستلم ما قد ذكره فى القائمة من زوجته؛ و أنه مطالب برد كل ما كتبه، أو رد قيمته ماديا، عند حدوث أى من الطلاق أو الوفاة؛ و إن لم يستطع يحكم عليه بالحبس و الغرامة بتهمة تبديد ممتلكات الزوجة. هذا، و قد تلجأ العروس عند حدوث أى مشكلة، و إحساسها بقرب الإنفصال، بأن تقوم بإخفاء تلك المنقولات أو التصرف فيها، و إتهام زوجها بالتبديد بعد ذلك. هذا بالطبع إذا لم يكن قد تم تقييد أشياء وهمية أو بأعلى من قيمتها الحقيقية فى القايمة من قبل ذلك أساساً.
ولذلك فإن القائمة الآن لا تكون لحفظ حقوق الزوجة – كما هو مفترض -، لكنها تكون مثلها مثل كمبيالة واجبة السداد، أو شيك دين للعريس؛ مرتبط إرتباطا وثيقا بمقدار التنازلات التى سيقدمها للزوجة و مرتبطة بطول فترة الزواج.
و أصبح هذا عرفا من أعراف الشعب المصرى. و طبعا كلنا نعرف أن العرف قد يحلو تطبيقة و يعلو صوته على الدين و الشرع و القانون. فعندما يتقدم الشاب للفتاة، يجب عليه أن يثبت أنه مستعد أن يبيع نفسه و يشتريها، و مستعد أن يكتب ملايين الدنيا كدين على نفسه واجب السداد، كإثبات أنه لن يطلقها فى اليوم التالى للزواج. و صرنا نتعامل مع إستمرار العلاقة الزوجية و كأنه أمر صعب المنال، و كأن القاعدة هى الإنفصال؛ و يجب على أهل العروس تكبيل أيدى العريس و إخراس لسانه قبل أن يطلقها بكل الطرق الممكنة، و كأنهم يقومون بتدبيس شارى السيارة فى سيارة نص عمر و بيعها على إنها سيارة على الزيرو؛ و بل و إجباره على الإستمرار فى الصفقة حتى لو إكتشف أى عيب فى السيارة.

***************
البقية تأتى
شاركونا و إستمتعوا

الأحد، 15 مارس 2009

قائمة المنقولات الزوجية (1)ء

بسم الله الرحمن الرحيم,
موضوع "قائمة المنقولات الزوجية"؛ موضوع شائك؛ يكثر الكلام عنه عند الشباب – و أهلهم – عند بلوغ الشاب أو الفتاة سن الزواج. و بغض النظر عن مدى شيوع تلك الورقة؛ كان لابد لى من أن أبحث عن: مدى مشروعية تلك الورقة؛ و ما هو نصها القانونى؛ و ما إذا كان الناس يستخدموها فيما خلقت له؟؛ أم يلتفتوا حولها – كعادتهم دائما- و تستخدم للمنفعة الشخصية فقط, حتى إذا إضطروا ل لوى التفسير؟، أو إدعاء عدم الفهم الذى يصل إلى حد الإستغباء أحياناً. فإننى قد وجدتها سببا لفشل كثير من الزيجات، و نشأة الكثير من العداوات.

فى بلاد المسلمين، و الذى يطلق عليها هذا الإسم لأنها تعمل تحت مظلة من التشريعات المستمدة من ديانة الإسلام، و التى يدين بها معظم قاطنوا تلك الدول – اللى مصر واحدة منهم بالمناسبة -. الديانة الإسلامية تفرض على الرجل إقامة منزل الزوجية؛ و معنى ذلك أنه على الرجل المسلم- العاقل – البالغ – عند التقدم لخطبة أى فتاة بغرض الزواج منها، أن يقيم لها منزلا تسكن فيه. معنى الإقامة هنا أن عليه أن يمتلك بلغتنا "شقة"، و عليه أيضا أن يفرشها – كامل الفرش على الزوج -؛ كل على حسب مقدرته بالطبع.

هنا فى مصر – و فى بعض الدول الإسلامية – يتعذر الوفاء ببعض شروط الزواج من شقة و فرش و ما إلى ذلك، لذلك إتجهت الأنظار و إنتقل اللوم إلى الظروف الإقتصادية و البطالة. هنا، ألهم الله أهل الفتاة أن يساعدوا الشاب المتقدم لإبنتهم، حتى يستطيع أن يقيم بيتنا لهما كى يسكنا فيه. عند ذلك تفتق ذهنهم على أن يساعد والد الفتاة الشاب، بجزء من المهر – الواجب على الشاب أن يدفعه –. و بعد ذلك يمكن أن يرد الشاب هذا المبلغ بأن يكتب مؤخر صداق مرتفع؛ هذا لضمان حق الفتاة و أهلها، و الذى كفله لهم الشرع فى بند المهر.
ظهرت مشكلة هنا؛ أن مقدار مقدم الصداق المدون، يأخذ منه المأذون نسبه لا بأس بها، و تكون تلك النسبة واجبة الدفع فى وقت تسجيل عقد الزواج.
لذلك فكر بعض الناس فى كتابة وصولات أمانة أو كمبيالات دين للعريس. فكان هذا التفكير غير مناسب و بالعربى (شكله مش حلو) ، لا لأهل العروسة و لا للعريس نفسه. ف إتجه المُشَرِّع المصرى إلى إختراع ورقة دين (محترمة شوية)، و أسماها قائمة منقولات الزوجية. و فيها يتم تدوين كل ما قد شاركت به العروس فى تجهيز الشقة، وتعامل كدين مؤجل، و يعين الرجل حافظا لتلك الأمانة و يتعهد بحفظ تلك المنقولات. كان الغرض من تلك الورقة هو حفظ حق الزوجة فى إحدى حالتين: وفاة الزوج، أو الطلاق. ففى حالة وفاة الزوج، يتم إستبعاد كل ما قد شاركت به الزوجة فى تأسيس بيت الزوجية، و ذلك قبل توزيع التركة حفظا لحقوقها؛ و فى حالة الطلاق، تسترد الزوجة ما شاركت به فى تأسيس عش الزوجية أولا ثم تأخذ كافة حقوقها من نفقة و حضانة و ما إلى ذلك حسب كل حالة.
****************************
أريد أن أعرف رأيكم فى موضوع النايمة،
لامؤاخذة "القايمة"
و ما إذا كنتم تعتبرونها من حقوق الزوجة أم أنها جورا على حقوق الزوج و ورقة ضغط لمنع الطلاق فقط
و سنكمل الحوار بعدها
إنتظرونا
سنعود لاحقا بإذن الله تعالى
(",)

السلام عليكم
،يا صباح الفل، أو يا مساء الفل - و كل واحد يختاراللى يريحه -
أنا بأكتب من زماااا ن و قلت لنفسى أما أعمل مدونة أفش فيها غليلى بدل ما أقعد أهرى و أنكت فى نفسى
سميتها مدونة (تحت الحزام)
مش عشان حاجة عيب لا سمح الله
أنا قصدى إن أنا هاتكلم فى بعض المشاكل اللى مفيش حد بيتكلم فيها بصراحة - على حد علمى -و الكلام فيها بيوجع و محتاج مناقشات كتير
و بما إن الإختلاف فى الرأى لا يفسد حلة الملوخية
ف أنا مستنى تعليقاتكم - المحترمة - بفارغ الصبرو يا مسهل، دلوقتى أنا ب أرش ميه قدام المحل عشان أستفتح, و صباحك أبيض ياللى بتقرا