المتهم الأول (العريس).
فلنفتتح الجلسة،
المتهم:
العريس؛ شاب مكتمل النضج الجسمانى، تتأجج بداخله الرغبة فى الزواج و الإستقرار؛ تواجهه بعض المشاكل فى تكوين نفسه أو تكويمها - أيهما أصح -، و تواجهه مشكلة أكبرفى إيجاد شريكة حياة مناسبة.
التهمة:
أنت قد تسببت بإنعدام رجولتك، و عدم جديتك و رغبتك فى العطّ و الإستسهال، فى تأخير سن الزواج فى مصر.
الدفاع:
هناك مشكلة فى إختيار شريك الحياة، فمثلاً:
إذا ذهب إلى أحد البيوت طالبا للقرب قبل أن يكوم نفسه، فهذا سيعتبر نوع من العبث الذى لا طائل من ورائه؛
و إذا كان مستعدا و ذهب إلى أى بيت و السلام فإنه يكون قد دق أول مسمار و نعش الأسرة المستقرة لأنه لم يحسن إختياره؛
وإذا كان مستعدا و "ضربت معاه" و طلع حظه حلو فى عروسة مناسبة، فإنه يكون محظوظاً و "بايضاله فى القفص" و لن يتعب نفسه فى الجرى وراء الفرخة.
لكن نسبة العرسان المحظوظين المكومين لأنفسهم، قليلة بالنسبة للشباب النحس ناقص التكوين؛ لذلك فإننى سأعتبرهم الإستثناء الذى يثبت القاعدة.
تعالوا نحسب معاً المبلغ المفترض على المتهم -العريس- توفيره حتى يحصل على لقب "كامل التكوين":
· 1- شقة فى حته محترمة
؟؟ ألف جنيه
خللى بالك من "محترمة" دى.
· 2- مهر محترم
؟؟ ألف جنيه
خللى بالك من "محترم" دى كمان، العروسة مش أقل من بنت خالتها و لا إختها.
· 3- شبكة معتبرة
؟؟ ألف جنيه
معتبره دى لزوم الفشخرة و كيد العوازل.
· 4- القائمة
؟؟ ألف جنيه
وهذه لم أجد لها كلمة محترمة عشان أوصفها.
· 5- مؤخر صداق
؟؟ ألف جنيه
دى بقة تأمين لعيوب التصنيع و البضاعة المباعة لا ترد ولا تستبدل.
أساس المجموع ؟؟؟؟؟؟ ألف جنيه
هذا طبعا بالإضافة للفرح و حفلة الخطوبة، اللى ممكن يتكللفوا ؟؟؟ ألف كمان، لذلك فإن المجموع بعد التحسين: ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ألف جنيه.
لذلك، فإن أى شاب يرغب فى الحصول على لقب "كامل التكوين"، لابد له أن يوفر المبلغ المذكور، و إلا حصل على لقب "ناقص التكوين" أو "صاحب عاهة". [إلهى يوقف نموكم ياللى فى بالى].
فى ظل أزمة العمل القائمة الآن، و تحت مظللة من البطالة، فإن الشاب مطالب بتوفير مبالغ مالية غاية فى الصعوبة فى ظروف أكثر صعوبة. لذلك فإن إعتماد الشاب على والداه فى التجهيز يعتمد إعتماداً كليا على مقدرة أهله المادية و مدى رغبتهم فى المساعدة، التى من الممكن أن تكون موجُّهة نحو عروسة معينة، و فى هذا إجحاف لحق الذكر فى الإختيار بمن يرتبط، و بعدها نعود و نستغرب من سرعة الطلاق.
هالبس إيه النهاردة -----------< هاقلع إيه النهاردة، بابا، ممكن أخرج -----------< بابا، أنا خارجة، إوعى تكلمنى، بابا جى ورايا -----------< إبقى خد رقمى من بابا. و بالطبع أخذت الفتيات يتتبعن أحدث خيوط المودة و الأزياء الغربية، و ظهرت البنطالونات التى تزداد ضيقاً كل يوم عن الآخر، و الجيبات التى تكاد تنفجر من فرط الضيق و القصر، لكن - الأمانة لله – تحت الجيبة بووت طوووويل يصف كل ما تحته و "قال يعنى مغطية رجلها" !!!. بل أن المشكلة الأكبر أن معظم الأزياء و الملابس لا تعكس أخلاقيات من يرتدينها، فلا من يرتدين القصير كلهن فاجرات، ولا من يرتدين الزى الفضفاض كلهن عفيفات، ولا كل من كشفن رؤسهن سافرات, ولا كل من غطين رؤسهن محترمات. نتيجة لتلك التطورات، تنامى الشك فى قلوب الشباب الذكور، و قلُّت الثقة فى أخلاق الفتيات، و نظر الشباب الذكور إلى الفتاة كسلعة فى الفاترينات الخاصة بالمولات و الكوفى شوبز، و البضاعة المعروضة من المسموح لكل مشترى "إنه يقلٍّب فيها"، بل أنه فى بعض الأحيان من الممكن أن "يأخذها لفّة"، و إذا لم تعجبه، فإنه يعيدها حتى يجربها مشترٍ آخر؛ أدى هذا الأسلوب لظهور فئة من الشباب الذكور الذين يكتفون "بالتقليب" فى البضاعة، و تنامى السؤال " أنا ليه أكلف أهلى و نفسى فلوس على الفاضى و أنا ممكن أعمل كل حاجة ببلاش؟!"، و ظهر العزوف عن الزواج، و أخذ يتزايد مع الوقت، و كلما زادت البضاعة المعروضة، قلًّت الثقة، و كلما زاد تسيب الفتيات، قل الزواج. هنا أصبحت المشكلة الواحدة مشكلتين "تأخر سن الزواج" بل و " العزوف عن الزواج" أيضاً. لذلك فإن الدفاع يطعن فى مسؤلية موكلى عن تأخر سن الزواج، و يلقى بالتهمة على: 1. تسيب الفتيات الأخلاقى، 2. الندِّية و التحدى من الإناث للذكور، 3. المغالاة فى المهور فى ظل المشكلة الإقتصادية الحالية.
*********************************************************************************
و الدفاع بإنتظار الإتهامات الجديدة، و يشرفه الإستماع لوجهات النظر المختلفة، قبل توجيه دفة الإتهام إلى أحد المتهمين الآخرين،
مع وعد باللقاء، إن شاء الله تعالى،
إبقوا معنا فى مدونة "تحت الحزام"، فاصل و نعود.
